جاري التحميل الآن

5 أيام بيضاء.. الصابئة المندائيون يحتفلون بـ”البرونايا” في العراق

[ad_1]

2025-03-14T13:23:02+00:00

شفق نيوز/ خمسة أيام بيضاء، لا فرق بين ليلها
ونهارها، وتعد يوما واحدا متصلا، تقام فيها الصلوات والتعميد، بهذه الطقوس، بدأ
الصابئة المندائيون الاحتفال بعيد الخليقة “البرونايا” يوم أمس الخميس،
الذي يتزامن للعام الثاني على التوالي مع شهر رمضان.

وتعد الصابئة من الديانات التوحيدية القديمة،
وترتبط بالنبي يحيى بن زكريا، ويتحدث رجال الديم فيها اللغة الآرامية، التي تعود
للقرن العاشر قبل الميلاد، وهي ذات اللغة المستخدمة في كتابهم المقدس “الكنزا
ربا”. 

وموطن أبناء الديانة في العراق هو جنوبه، إذ
تمركزوا قرب الأنهار والأهوار، نظرا لعلاقتهم الوثيقة مع الماء، فأغلب طقوسهم يجب
أن تجرى بالماء الجاري وليس الساكن مثل الأحواض. 

 

عيد الخلقية أو “البرونايا”

في كل عام، يحتفل أبناء الطائفة بعيد الخليقة
“البرونايا”، المعروف بالأيام الخمسة البيضاء، وهي أيام الصوم، حيث
يمتنعون عن تناول اللحوم والخبز والبيض، وبعض المأكولات الأخرى، وبعضها يتوجب أن
يتم إعدادها منزليا.

ويقول رئيس الطائفة في العراق والعالم الشيخ
ستار جبار الحلو، إن “هذه الأيام الخمسة تعتبر بالمفهوم المندائي يوماً
واحداً متصلاً، لايمكن فيها التفريق بين الليل والنهار”.

ويضيف الحلو، لوكالة شفق نيوز، أن “عيد
الخليقة أحد أربعة أعياد سنوية، وهي العيد الكبير (دهواربا)، ويوم التعميد الذهبي
(الدهفة ديمانه)، وعيد الازدهار (الدهفة حنينا)”.

ويتابع أن “عيد الخليقة (البرونايا)، في
المنظور المندائي ينص على أن الله خلق السماوات والأرض في هذه الأيام الخمسة، لذا
يسمى أيضا عيد (البنجة)، الذي يستمر خمسة أيام، تبدأ بإقامة الصلوات ومنح الصدقات
للفقراء وتوزيع الطعام” .

 

التعميد الركن الأهم

ويعد التعميد بمياه النهر، من أهم وأبرز طقوس
المندائيين في هذا العيد، حيث يؤكد الحلو أن “المندائي ينزل لمياه النهر
باشراف رجل دين من الطائفة وصفته (الترميذا)، حيث يتم ارتداء ملابس قطنية بيضاء،
سواء للرجال أو النساء أو الأطفال، على حد سواء، تعرف بـ(الرستة)، مع قراءة أجزاء
من كتاب كنزا ربا، وهو الكتاب المقدس لدى الطائفة”.

ويكمل حديثه بالقول: “عيد الخليقة يصادف
في شهر اذار، ذكرى الخلق وتكوين عوالم النور والأرواح الأثيرية الأولى، وتفتح
بوابات النور وتنزل الملائكة والأرواح الطاهرة، فيعم نورها الأرض لتصبح جزءاً من
عالم النور”.

ويوضح: يبدأ التعميد صبيحة ميلاد النبي آدم
وزوجته حواء، فيقوم رجال الدين من الصابئة المندائيين بالدعاء والابتهال إلى الحي
العظيم ايذاناً ببدء مراسم التعميد”.

ويتبع المندائيون تعاليم الكتاب المقدس
“كنزا ربا” ويعني الكنز الكبير باللغة العربية، ويحتوي على صحف النبي
آدم، ويتضمن في أول جزء منه تفاصيل التكوين وتعاليم الحي الأزلي والصراع بين الخير
والشر، فيما يتناول الجزء الثاني شؤون النفس بعد وفاتها ورحلتها من الجسد إلى عالم
النور وما يلحقها من عقاب وثواب.

وتعرض أبناء الديانة في العراق، إلى الكثير من
التحديات التي دفعت أغلبهم إلى الهجرة لخارج العراق أو ترك مدن الجنوب والتوجه
لإقليم كوردستان، حيث استقبلت أربيل الآلاف من أبناء الديانة وفتح لهم معبدا هناك،
ليمارسوا طقوسهم فيه، فضلا عن احتضانها المئات من صاغة الذهب، وهي المهنة الأساسية
لأبناء الديانة.

 

الإيمان يمنح الطمأنينة

وتقول المندائية نادية صبار، وهي ترتدي ملابسها
القطنية البيضاء “الرستة”، وهي ترفع شعرها المبتل بالماء، “ليس
كمثل الايمان شيء يمنح النفس الهدوء والصفاء والطمأنينة”.

وتؤكد صبار، لوكالة شفق نيوز، أن “التعميد
شرط رئيس للاحتفاء بيوم الخليقة عندنا، ويتم في صباح اذار، وننزل الماء رغم برودة
الطقس والماء، لكن ذلك لايمنعنا من الاغتسال والتعميد لانه يمثل ركنا مهما من
أركان العقيدة المندائية”.

وتزيد بالقول: “نحن نتبع أول الأنبياء
ادم، في عقيدتنا الأساسية، وتعود تعاليم الديانة إلى نبي الله يحيى بن زكريا، فهو
من دون تعاليم الديانة الصابئية”.

أما شقيتها أطياف، فتقول “نقدم في عيد
“البنجة” النذور والقرابيين للموتى، ونزين بيوتنا ونتبادل
التهاني”.

وتضيف خلال حديثها للوكالة، أن “الكثير من
صديقاتي المسلمات يقدمن التهاني ويرسلن رسائل نصية بالمناسبة، وهو مايدل على عمق
الأواصر التي تربطنا بأخوتنا المسلمين الذين بدورنا نتبادل التهاني معهم في
أعيادهم”.

وتعود علاقة الانسجام بين المسلمين والمندائيين
الى مئات السنين، ومن أبرز الامثلة في هذا المجال، العلاقة الحميمة التي كانت تربط
الشاعر والعلامة الشريف الرضي بالنحوي المعروف أبو داود الصابئي، ونقلت روايات
كثيرة عن العلاقة العميقة والمتميزة بين الرجلين، وان الشريف الرضي رثا أبو داود
عند موته بقصيدة تعد واحدة من عيون الشعر العربي.

وفي جنوب العراق، ما تزال حتى اللحظة محلات
سكنية بأسم “محلة الصبة” وخاصة في الناصرية مركز محافظة ذي قار، وفي
ميسان.

 

التطهير الجسدي والروحي

في هذا الصدد، يؤكد الأكاديمي المختص بعلم
التاريخ محمد حريب، لوكالة شفق نيوز، أن “جميع المصادر الإسلامية تؤكد أن
الأقوام من إسماعيل وإبراهيم والأحناف والصابئة والخزاعيين، كانوا جميعاً يؤمنون
بوحدانية الله، وبالبعث والحشر في الحياة الأخرى”.

ويضيف حريب، أن “شروط هذه الديانة تنحصر
في التطهر الجسدي، والايمان بشريعة المساواة بين البشر، كما يزاوج المندائيون بين
الطهارة المادية والروحية”.

وينتشر أبناء الديانة، وبسبب موجات الهجرة التي
بدأت منذ أواخر تسيعينيات القرن الماضي، في دول مثل السويد وألمانيا وأستراليا
والولايات المتحدة، وهناك بنوا معابدهم “المندي” وحصلوا على رخصة رسمية
لممارسة طقوسهم وتلبية كافة احتياجاتهم من قبل تلك الدول.

وللصابئة مقعد واحد في مجلس النواب العراقي،
ضمن “الكوتا” التي تمنح للأقليات، وغالبا يتنافس أكثر من شخص على هذا
المقعد في كل انتخابات تشريعية.



[ad_2]

Source link

إرسال التعليق